الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 20-09-2023

مواضع رفع السبابة في التشهد والإشارة بها

الجواب

الذي يظهر لي من السنة أن السبابة ترفع كلما دعا الإنسان، يعني: في كل جملة دُعائية، ففي الجلسة بين السجدتين: رب اغفر لي وارحمني، واهدني، وعافني، واجبرني، فيرفع خمس مرات، وفي التشهد: السلام عليك أيها النبي، واحد،
الثاني: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
الثالث: اللهم صل على محمد.
الرابع: اللهم بارك على محمد.
الخامس: أعوذ بالله من عذاب جهنم.
والسادس: ومن عذاب القبر.
السابع: ومن فتنة المحيا والممات. الثامن: من فتنة المسيح الدجال.

وكل جملة دعائية فإن فيها إشارة بالإصبع السبابة إلى السماء، وهذه الإشارة يرفع الإنسان أصبعه فيها إلى السماء؛ لأن المدعو -وهو الله عز وجل- في السماء، كما دل على ذلك كتاب الله، وسنة رسوله، وإجماع المسلمين، والعقل، والفطرة، فكل هذه الأدلة الخمسة -وهي أنواع وليست أفرادا تدل على علو الله –عز وجل- فوق كل شيء، حتى الرجل العامي يعرف أن الله في السماء، فإن جارية لمعاوية بن الحكم كان قد غضب عليها فلطمها لطمة، وأراد أن يغفر الله له بدل هذه اللطمة بإعتاقها، فجاء بها إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- : فقال لها النبي –صلى الله عليه وسلم – : «أين الله؟» قالت: في السماء، ثم قال: «من أنا؟» قالت: أنت رسول الله، قال: «أعتقها، فإنها مؤمنة».

وقد أتيت بهذا الحديث؛ لأن هذه جارية مملوكة تعرف أن الله –عز وجل- في السماء، وهذا أمر قد فُطر عليه الخلق، وكل إنسان يقول: يا رب. فينصرف قلبه إلى السماء، ولا يمكن ان ينصرف قلب الداعي إلى الأرض ولا إلى اليمين ولا إلى الشمال، فلا ينصرف إلا إلى السماء ولهذا نقول: كل جملة دُعائية في التشهد أو في الدعاء بين السجدتين فإن الإنسان يشير بسبابته إلى السماء.

المصدر:

[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين (13/197-198)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟