الثلاثاء 22 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

مفهوم إلزاق الكعب بالكعب

الجواب
بعض الناس يظنون أن معنى قول الصحابة – رضي الله عنهم- : "وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه" أن أهم شيء أن تلزق الكعب، فتجده يلزق رجله ثم يحاول أيضاً أن يفركها؛ لأن الكعب لا يمكن يلزق في الكعب إلا إذا فركته، ولو تركها طبيعية لا يمكن.
ويقول ابن حجر في فتح الباري: "إنهم يفعلون ذلك مبالغة في المراصة والتسوية" حتى يعرف الواحد منا أنه مساو لصاحبه؛ لأن الكعب هو الذي عليه البدن، فإذا تساوى الكعبان بحيث إن وضعنا كل واحد على الثاني معناه تساوينا، فهذا التساوي، والمناكب أيضاً إذا تساوت فهذا هو التساوي.
لكن بعض الناس تجده يحاول أن يلصق كعبه بكعب صاحبه، وأما من فوق فبينهما فرجة؛ لأن يفتح رجليه، وبالضرورة سوف ينفتح ما بين الكتفين.
والسنة هي التراص والتساوي بقدر الإمكان، وعلى وجه لا يؤذي؛ لأن التراص الذي يؤذي أيضاً لا شك أنه غير وارد شرعاً لكن ا لتراص الذي يحصل به سد الخلل هذا هو المطلوب.
واعلموا أن الصحابة كانوا يتراصون، فعن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «مالي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس، أسكنوا في الصلاة». قال ثم خرج علينا فرآنا خلقاً، فقال: «مالي أراكم عزين». قال ثم خرج علينا فقال: «ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها» فقلنا: يا رسول الله! وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال: «يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف». رواه مسلم.
ولا شك أنه يوجد في المسجد الحرام وفي غيره صفوف الفرج فيها ظاهرة جداً، وهذا خطأ والمبالغة التي ذكرها الأخ إلى حد أن يضع رجله على رجله هي خطأ أيضاً، وإنما يتراص الناس بحيث يمس المنكب، المنكب والقدم القدم حتى يتضح الأمر من التراص والتساوي.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(13/52- 54)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟