الثلاثاء 22 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

فرضية السلام وكيفيته

الجواب
أولًا: إن السلام فرض؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : «وتحليلها التسليم» رواه الخمسة إلا النسائي وقال الترمذي: هذا أصح شيء في هذا الباب وأحسن، ولحديث عائشة رضي الله عنها الطويل وفيه «وكان يختم الصلاة بالتسليم» رواه مسلم في صحيحه.
ثانيًا: إن المصلي يسلم من الصلاة عن يمينه وشماله، هذا هو المحفوظ من فعله - عليه الصلاة والسلام - في الصلوات، رواه الخمسة وصححه الترمذي عن ابن مسعود - رضي الله عنه - : «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يسلم عن يمينه ويساره السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله حتى يرى بياض خده» وعن عامر بن سعد عن أبيه قال: «كنت أرى النبي - صلى الله عليه وسلم - يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خده» رواه أحمد ومسلم والنسائي وابن ماجه.
فهذان الحديثان وما في معناهما استدل بها من قال بمشروعية التسليمتين، قال الشوكاني: وهذا هو الحق لكثرة الأحاديث الواردة بالتسليمتين وصحة بعضها وحسن بعضها واشتمالها على الزيادة وكونها مثبتة بخلاف الأحاديث الواردة بالتسليمة الواحدة فإنها مع قلتها ضعيفة لا تنتهض للاحتجاج ولو سلم انتهاضها لم تصلح لمعارضتها أحاديث التسليمتين. انتهى.
ثالثًا: صفة السلام أن يقول: «السلام عليكم ورحمة الله»، للأحاديث المتقدمة، ولما رواه مسلم في صحيحه عن جابر بن سمرة - رضي الله عنه - قال: «كنا إذا صلينا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - قلنا السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله، وأشار بيده إلى الجانبين»، وروى أبو داود في سننه عن وائل بن حجر - رضي الله عنه - قال: «صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فكان يسلم عن يمينه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله».
قال الحافظ في البلوغ: إسناده صحيح، ويحمل على أنه - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك في بعض الأحيان، والأكثر الاقتصار على «السلام عليكم ورحمة الله» جمعًا بين الأحاديث الواردة في ذلك.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(7/68- 70)
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟