الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

خلاف العلماء في الجهر بالبسملة

الجواب
الظاهر أن مراد السائل الجهر بالبسملة لا قراءة البسملة، فليس مراده قراءة البسملة، بل الجهر بها والجهر بالبسملة مختلفٌ فيه فمن العلماء من قال إنه يتبع القراءة فإذا كان الجهر بالقراءة هو السنة فالأفضل أن يجهر بالبسملة وإن كان الإسرار بالقراءة هو السنة فالأفضل أن يسر بها وعلى هذا فيسر بالبسملة في صلاتي الظهر والعصر ويجهر بها في صلاة المغرب والعشاء والفجر ومن العلماء من قال إن الأفضل الإسرار بالبسملة في الصلاة السرية والجهرية وهذا هو الصحيح؛ لأن الذي صح عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أنه كان يسر بالبسملة في الصلاة الجهرية؛ لأن البسملة ليست من الفاتحة بل هي آيةٌ مستقلة تفتتح بها السور ومن أقوى الأدلة على أنها ليست من الفاتحة ما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال «قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ قال الله تعالى حمدني عبدي وإذا قال ﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قال أثنى علي عبدي وإذا قال: ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ قال مجدني عبدي وإذا قال ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ قال هذا بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ﴾ قال الله: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل» ولم يذكر البسملة وهذا دليل على أنها ليست من الفاتحة وكذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يجهر بها ولو كانت من الفاتحة لجهر بها كباقي آياتها.
وخلاصة القول: أن الإمامين اللذين اختلفا في البسملة أحدهما يجهر بها والثاني لا يجهر كلاهما قد اتبعا إماماً من الأئمة والصحيح أن السنة عدم الجهر بها.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟