الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بكاف الخطاب

الجواب
أكثر العلماء على أن السلام على النبي - صلى الله عليه وسلم - يكون بكاف الخطاب (عليك) بعد وفاته كما هو كذلك قبل وفاته وذلك؛ لأن الكاف ليست خطاب حاضر يكلم، بل كان الصحابة يقولون ذلك والنبي - صلى الله عليه وسلم - غير حاضر عندهم، فقد كانوا يقولونها وهم في بلد والنبي - صلى الله عليه وسلم - في بلد، وإذا قالوها في حضرته في الصلاة فلم يكونوا يسمعونها إياه، ولو أسمعوها إياه وكانت خطاب حاضر يكلم لأمكن أن يقال بوجوب الرد عليهم، وهذا دليل على أن الكاف هنا لتنزيل الغائب منزلة الحاضر لقوة استحضار القلب له.
قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - في كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم" ص416 بعد كلام له: هذا وأمثاله نداء يطلب به استحضار المنادى في القلب فيخاطب لشهوده بالقلب كما يقول المصلي «السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته» والإنسان يفعل مثل هذا كثيراً يخاطب من يتصوره في نفسه إن لم يكن في الخارج من يسمع الخطاب. اهـ .
وإذا تبين أن الكاف هنا ليست خطاب حاضر يكلم علم أن الأولى اتباع ما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - به فيؤتى بالسلام على اللفظ الذي أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - كما قال بذلك جمهور أهل العلم. وروى مالك في الموطأ بإسناد صحيح عن عبد الرحمن بن القاري أنه سمع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو على المنبر يعلم الناس التشهد يقول: قولوا التحيات لله فذكر الحديث وفيه السلام عليك أيها النبي إلخ. وهذا يدل على أن فعل ابن مسعود - رضي الله عنه - كان اجتهاداً منه، وليس إجماعاً للصحابة وحينئذ يكون ما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وما أعلنه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وأعلمه الناس على المنبر مقدماً على اجتهاد عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - فيقال: السلام عليك أيها النبي امتثالاً لما أمر به النبي - صلى الله عليه وسلم - ، واقتداء بعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، ولا يقال السلام على النبي.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(13/225- 227)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟