الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 17-09-2023

المقصود الأعظم من الصلاة الخشوع

الجواب

لُبُّ الصلاة ومقصودها الأعظم هو الخشوع ؛ لأن المصلي حينما يقف، بين يدي الله -عز وجل- ويرفع يديه مكبراً تكبيرة الإحرام، فإنما يتمثل أنه واقف بين يدي ربه وسيده ومولاه، وأنه يناجي ويخاطب ربه، فإذا انصرف عن استحضار هذا المشهد فقد انصرف عن لُبِّ الصلاة حقيقة ولهذا يقول الله -عز وجل- : ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ﴾ [العنكبوت : 45]، فإن الصلاة من حاضر القلب تنفع وتفيد وتثمر النهي عن الفحشاء والمنكر، أما الصلاة الخالية من الخشوع، الخالية من اللُّبِّ فقد لا تفيد كثيراً، وربما أن رجلاً يصلي إلى جوار رجل وهما يصليان مع إمام واحد وبينهما من الفرق أبعد ما بين السماء والأرض ؛ لأن هذا حاضر القلب وهذا فارغ القلب، والشيطان لا يترك العبد يخلو بربه، ومما يروى عن أبي حنيفة أنه جاء إليه رجل، فقال له يا أبا حنيفة : وضعت مالاً في مكان معين، وقد نسيته فأين أجده ؟ قال له : أريد أن آمرك بشيء ثم من الغد تأتي وأخبرك - إن شاء الله تعالى- أين تجد المال قال : أفعل ما تقول، فقال له : إذا جَنَّ الليل توضأ، ولا تزال طول ليلك في صلاة وذكر حتى تأتيني في الصباح، فلما توضأ وتهيأ للصلاة وبدأ يصلي ذكر المال، فيقال : إن أبا حنيفة قال : لقد علمت أن الشيطان لا يدعه يصلي طيلة الليل، بل ذكَّره أين يجد المال، وترك الصلاة، المهم أن العبد معرض لوسوسة الشيطان، ولحيلولة الشيطان بينه وبين الاستمرار في عمله، ومناجاة ربه.

المصدر:

[ثمر الغصون من فتاوى الشيخ صالح بن علي بن غصون4/446]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟