الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

الجمع بين حديث وائل بن حجر وأبي هريرة في كيفية الهوي للسجود

الجواب
قولي في ذلك أنه ليس بينهما تعارض، وأن معناهما متفق، فحديث وائل بن حجر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يضع ركبتيه قبل يديه يوافق حديث أبي هريرة تماماً؛ لأن حديث أبي هريرة يقول: «إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير»، والبعير إذا برك يقدم يديه كما يعرفه من شاهده، فكان مطابقاً تماماً لحديث وائل بن حجر، لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - نهى في حديث أبي هريرة أن يضع يديه قبل ركبتيه؛ لأنه إذا فعل ذلك صار كالبعير.
وقد توهم بعض الناس فقال: إن ركبتي البعير في يديه، وصدق فإن ركبتي البعير في يديه، ولكن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم - لم يقل: «فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير»، بل قال: «فلا يبرك كما يبرك البعير»، فإنه في الحقيقية نهي عن الهيئة والصفة، وكل من شاهد البعير عند بروكه يجد أنه يقدم يديه أولاً، وبذلك يتطابق حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - مع حديث وائل بن حجر، ويبقى النظر في قوله في آخر الحديث: «وليضع يديه قبل ركبتيه». فإن هذا لا شك وهم من الراوي، وانقلاب عليه، إذ أنه لا يتطابق مع أول الحديث، وأول الحديث هو العمدة وهو الأساس، وآخره فرع عليه، وإذا كان فرعاً عليه وجب أن يكون الفرع مطابقاً للأصل، وحينئذ لا يطابق الأصل إلا إذا كان لفظه: «وليضع ركبتيه قبل يديه».
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(13/179- 181)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟