الجواب
إذا كان الواقع من حالك وحال أسرتك كما ذكرت؛ فإن كنت تجد عملاً في قريتك تكسب منه ما يكفيك وأسرتك، وتقوى على نصح أهل بلدك، وترجو قبولهم لنصحك دون أن تتأثر أنت أولادك ببدعهم - فاستجب لأمر والدتك برا بها وصلة لرحمك وأملاً في أن يهدي الله على يديك أهل بلدك، وإن كنت لا تجد هنا عملاً تكسب منه ما يكفي، أو يغلب على ظنك إعراض أهل بلدك عن نصحك وعدم قبولهم إرشادك، أو تخشى أن يفتنوك أو يفتنوا أولادك ببدعهم- فلا حرج عليك في بقائك في الإسكندرية ونحوها؛ حفاظًا على دينك وعقيدة أولادك من الشرك وذرائعه، مع مراعاة صلة أمك ورحمك بالمال والزيارة بقدر الاستطاعة؛ لقول الله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾[البقرة: 286]، وقوله سبحانه: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾[التغابن: 16]، وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم» الحديث.
ويعتبر بعدك عن مواطن الفتنة والبدع الشركية إلى مكان تأمن فيه على دينك، وتتعاون فيه مع أهل السنة، وتتمكن من كسب ما تعف به نفسك وأهلك، هجرة في سبيل الله تعالى.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.