الجواب
أولًا: إذا كان الواقع كما ذكرت من حال هذه النصرانية فالواجب عليكم منعها من الاتصال بكم، ومن زيارتها إياكم، واعتزالكم إياها؛ بعدا عن الفتن وسدًا لباب الشر والفساد، فإن في كلامها طعنا في الإسلام ودعوة إلى الباطل وليس اتصالها بريئًا ولا زيارتها نزيهة، ففي تجنبها وعزلتها السلامة، ولا يغرنكم ما بدا لهم من نشاط وما ظهر لهم من قوة فإنه سبحانه ناصر أوليائه وستزول قوتهم بحول الله، وإن المؤمن لا يخاف في الله لومة لائم.
ثانيًا: قد أحسنت في نقاش هذه النصرانية، وفي حديثك معها في اضطراب الأناجيل، وفي فساد عقيدتها وتضاربها، وفي طردها من البيت؛ اتقاء لشرها، وإن كانت جارة لكم فإن الجار إنما يتأدب معه وتراعى حرمته وحقوقه إذا لم ينتهك حرمات الله ولم يتجاوز حده ولم يكن مصدر فتنة وتلبيس وقوبل بما يردعه ويكف شره وأذاه، قال الله تعالى: ﴿لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾[الممتحنة: 8-9] وقال: ﴿وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ﴾[العنكبوت: 46] فمن أحسن منهم فله الإحسان، ومن اعتدى وظلم قوبل بما يدفع عدوانه وظلمه ويطفئ فتنته، والفتنة في الدين أشد من القتل، ثبتنا الله وإياكم على الحق، ودفع عنا وعنكم الفتن ما ظهر منها وما بطن.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم