في هذا الأمر تفصيل: فإن أراد المعية العامة فكلامه صحيح؛ لأن الله مع كل أحد، وإن أراد المعية الخاصة فهذا إن كان دعاء فصحيح، وإن كان خبرًا فلا، فمعنى ذلك: أنه إذا قال: (معك الرحمن) وقصد أن يقول: أرجو أن يكون معك الرحمن فلا بأس على كل حال، وإن قال جازمًا: إن معك الرحمن، فهذا إن أراد المعية العامة فنعم؛ لأن الله تعالى مع كل أحد حتى لو كان كافرًا، كما قال تعالى: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلايَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ)[سورة النساء:108].
وإذا كانت المعية خاصة فلا يجوز أن تجزم أن فلانا معه الله؛ لأن الله يقول: (إِنَّ اللَّهَمَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)[النحل: 128]
على كل حال، تركها أحسن، إذا قال: تعالَ معي، الأحسن ألا يقول: (معك الرّحمن)، بل يقول: جزاك الله خيرًا.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟