بيان معنى الهدنة
السؤال:
سئل فضيلة الشيخ - رحمه الله - : عن الهدنة
الجواب:
الهدنة هي: وضع الحرب بين المسلمين وبين العدو. وفيها مشابهة للمصالحة من وجه: تحديد مدة معينة لوضع الحرب مع العدو. ولا تجوز الهدنة إلا إذا دعت الحاجة إليها. والدليل: قوله - صلى الله عليه وسلم - : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ...» إلخ. وجه الاستدلال: أن كون النبي - صلى الله عليه وسلم - أُمر بقتال الناس؛ يدل على أنه لا هدنة. وتجوز الهدنة في حالتين: الأولى: في حال ضعف المسلمين إما ضعفاً عاماً، أو ضعفاً خاصاً أمام العدو المعيّن. ومثال الضعف العام: حال المسلمين في هذه الأزمنة، فلا يمكن أن يتفقوا وهم على هذا الضعف العام على حرب قرية ولو صغيرة؛ لأن المسلمين بأنفسهم متنازعون. ولكن نرجو الله- عز وجل - أن يكون المستقبل لأمة الإسلام وأن يكون خيراً من حاضرها، والله على كل شيء قدير. الثانية: أن تكون الأمة الإسلامية مجتمعة متكاتفة، ولكن عدوها قوي فتحتاج إلى هدنة؛ ليحصل لها الإعداد للقوة حتى يأذن الله لها بما يشاء وهو على كل شيء قدير.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(25/473- 474)