الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

هل يدخل في قوله تعالى: (وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم..) جهاد النفس ؟

الجواب
هذه الآية الكريمة يقول اله تعالى فيها: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾[الصف: 10] واعلم أن الله تعالى إذا صَدَّرَ الكلام بقوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾، فإنه ينبغي لك أن تستمع إلى هذا النداء الموجه من الله عز وجل إليك؛ لأنه إذا ناداك فإما خير تؤمر به وإما شر تنهى عنه وإما خير تنتفع به ولهذا يروى عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أنه قال إذا قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ فأرعها سمعك فإما خير تؤمر به وأما شر تنهى عنه وقوله: ﴿هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ هذا استفهام بمعنى التشويق يعني أن الله تعالى يشوقنا إلى هذه التجارة وهي التجارة الرابحة تجارة الآخرة: ﴿تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ﴾[الصف: 11] والمراد بالجهاد في سبيل الله هنا هو: جهاد الأعداء، أي بذل الجهد في قتالهم حتى يسلموا أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، وأما جهاد النفس فهو داخل في قوله: ﴿تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ﴾ إذ أن من كمال الإيمان وتحقيق الإيمان أن يجاهد الإنسان نفسه عن فعل المعاصي وعلى فعل الواجبات.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟