الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

هل علم الحساب من الكاهنة ؟ وما حكم تعاطيه ؟

الجواب
الجواب 4: أولاً: سبق أن نظر مجلس هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في مسألة ثبوت الأهلة بالحساب وأصدر فيها قرارا جاء فيه: (نظر مجلس الهيئة في ثبوت الأهلة بالحساب وما ورد في ذلك من أدلة في الكتاب والسنة، واطلعوا على كلام أهل العلم في ذلك فقرروا بإجماع: عدم اعتبار حساب النجوم في ثبوت الأهلة في المسائل الشرعية؛ لقوله-صلى الله عليه وسلم-: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته» الحديث، وقوله-صلى الله عليه وسلم- «لا تصوموا حتى تروه، ولا تفطروا حتى تروه» الحديث، وما في ذلك من الأدلة.
ثانيًا: إذا كان ليلة الثلاثين من شعبان باعتبار الرؤية الشرعية ولم ير الهلال لم يجز صيام يوم الثلاثين سواء وجد غيم عند غروب شمس اليوم التاسع والعشرين أم لم يوجد؛ للحديثين المذكورين آنفا، وقوله-صلى الله عليه وسلم-: «فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما»، وقول عمار بن ياسر -رضي الله عنه-: «من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبا القاسم-صلى الله عليه وسلم-».
ثالثًا: المراد بقوله-صلى الله عليه وسلم-: «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب»، أوضحه -صلوات الله وسلامه عليه- في آخر هذا الحديث بقوله: «الشهر هكذا وهكذا» يعني: مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين رواه البخاري.
رابعًا: علم الحساب ومعرفة مطالع النجوم ليس من الكهانة ولا يحرم تعاطيه، لكنه لا يجوز أن يؤخذ به في أمر شرعي، كالصيام والحج ونحو ذلك. وليس هو من تعلم علم النجوم المرسوم المنهي عنه الذي عرفه شيخ الإسلام أحمد بن تيمية -رحمه الله- بقوله: (التنجيم: هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية)، والخطابي -رحمه الله- بقوله: (علم النجوم المنهي عنه: هو ما يدعيه أهل التنجيم من علم الكوائن والحوادث التي ستقع في مستقبل الزمان، كأوقات هبوب الرياح ومجيء المطر وتغيير الأسعار وما في معناها من الأمور التي يزعمون أنها تدرك معرفتها بسير الكواكب في مجاريها واجتماعها وافتراقها. يدعون أن لها تأثيرا في السفليات، وهذا منهم تحكم على الغيب وتعاط لعلم قد استأثر الله به لا يعلم العيب سواه)
خامسًا: تقدم أن علم الحساب ليس من الكهانة ولا يحرم تعاطيه، وبالتالي فلا يكون أهله بتعلمه طواغيت لكنهم مخطئون إذا قالوا لشهر ثبت رؤيته شرعا: إنه لم يولد، أو لشهر لم تثبت رؤيته ولد، ولا يجوز الأخذ بقولهم كما تقدم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(1/630-634)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز. ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟