الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

كيف يخرج زكاة فطره إذا لم يجد فقراء في بلده وتعذر عليه إرسالها إلى البلاد الأخرى ؟

الجواب
الحقيقة أن هذا السؤال وجيه وقبيح، أما وجهه، فكونه يقول إن هذه الزكاة الآن أصبحت قدراً ضئيلاً لا يُلتفت إليها بما أنعم الله على عباده من هذه النعم الوافرة الكثيرة وأما كونه قبيحاً فلأنه قال: هل نستمر على هذه العادات فجعل صدقة الفطر التي هي من فرائض الإسلام حيث قال ابن عمر: (فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقة الفطر) جعلها من الأمور العادية وقد أخطأ في ذلك خطأً عظيماً في تعبيره ولا أظنه إن شاء الله يعتقد ما يقول، إلا أن يكون عن جهل منه، ولكني أقول: إن هذه الزكاة وهذه الصدقة فريضة فرضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يحددها بالحاجة والفقر ، بل فرضها على كل من يستطيعها يدفعها إلى الفقراء، فإذا قُدِّر أنه ليس في البلد فقير، فإنه من الممكن أن ينقلها إلى بلد آخر فيه فقراء وإذا لم يمكنه ذلك، فإن أمامنا أحد أمرين: إما أن نقول بسقوطها حينئذٍ؛ لأنه لما فُقِدَ محلها سقطت كما يسقط غسل الذراع إذا قُطِعت من العضد، وإما أن نقول تُعطى أفقر من يكون وأقلهم غنى وحينئذٍ يكون الفقر نسبياً وليس على ما حدده الفقهاء ـ رحمهم الله ـ بأن الفقير هو الذي لا يجد كفايته وكفاية عائلته سنة، والحاصل أن هذه الصدقة التي فرضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجب على المسلم تنفيذها، إما في بلده إن كان فيه فقراء محتاجون أو في بلد آخر يكون فيه فقراء محتاجون.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟