الجمعة 18 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

كيف نفسر المجاعة الحاصلة مع قوله تعالى: (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)

الجواب
والمجاعات لا تضر إلا من تم أجله وانقطع رزقه، أما من كان قد بقي له حياة أو رزق فإن الله يسوق له رزقه من طرق كثيرة قد يعلمها وقد لا يعلمها، لقوله سبحانه: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾[الطلاق: 2- 3]وقوله: ﴿وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا ﴾[العنكبوت: 60] وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها»، وقد يعاقب الإنسان بالفقر وحرمان الرزق لأسباب فعلها من كسل وتعطيل للأسباب التي يقدر عليها، أو لفعله المعاصي التي نهاه الله عنها، كما قال الله سبحانه: ﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ﴾الآية[النساء: 79]، وقال عز وجل: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾ الآية[الشورى: 30]، وصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه» رواه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه بإسناد جيد. .
وقد يبتلى العبد بالفقر والمرض وغيرهما من المصائب لاختبار شكره وصبره لقول الله سبحانه: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ﴾[البقرة: 155- 156]وقوله عز وجل: ﴿وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾[الأعراف: 168] والمراد بالحسنات في هذه الآية النعم، وبالسيئات المصائب، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن» ، أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وبالله التوفيق.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(24/241 ـ 243)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟