الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 20-09-2023

حكم لبس الساعات ذات النغمة الموسيقية أثناء الصلاة

الجواب

هذه الموسيقى مما ابتلي به المسلمون، وغزاهم به أعداؤهم، حتى أصبحت في كل شيء، حتى عند الأكل، يقولون: إن الأكل له موسيقى، وحتى عند الموت يقولون: إن الموت له موسيقى حزينة، وحتى في السيارات، وحتى في التليفونات بعض الأحيان تذهب وتقول: أريد كذا وكذا، فيُسمعك موسيقى حتى يَرُدَّ عليك، كل هذا من البلاء، كل هذا من الذي ابتلي به المسلمون.

والموسيقى من المعازف، وقد ثبت في صحيح البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «سيكون أقوام من أمتي يستحلُّون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف».

قوله: (يستحلُّون الحِرَ» يتخذونه حلالا، إما أن يفعلوه معتقدين حِلَّه، وإما أن يعتقدوا تحريمه، ولكن يفعلونه فعل المستحل له، من غير مبالاة.

«الحِرَ» هو الفرج، والمعنى: يستحلون الزنا -والعياذ بالله- وإن شئت فزد: يستحلون الزنا واللواط؛ لأن الفرج، وإن كان في الأصل هو قبل المرأة، لكن قد يطلق على القبل والدبر.

«والحرير» لأنه محرم لبسه على الرجال.

«والخمر» معروف تحريمه في إجماع المسلمين.

«والمعازف» قرنها الرسول -عليه الصلاة والسلام- بالزنا والخمر واستحلال الحرير، فدل ذلك على أنها محرمة، وأنها لا تحل للمسلمين، وأنه يجب على المسلم أن يبتعد عنها، فإذا أضاف إلى ذلك أن يستصحب الإنسان الموسيقى في يده، وهو نائم، وقائم، وراكع، وساجد، وتالٍ للقرآن، وغير ذلك، فهذا يكون أشد قبحا، والعياذ بالله.

لهذا، هذه الساعة التي بها موسيقى لا يجوز أن يُحوَّلها المرء إلى جهاز موسيقى ولكن إذا استعملها بدون أن تُطلق الموسيقى فلا بأس به، لكن كونه يجعلها تطلق هذه الموسيقى، فهذا حرام عليه، في الصلاة وفي غيرها.

قد يقول قائل: هذه الموسيقى خفيفة، ضعيفة الصوت، لا تفيد الإنسان، ولا توجب له الطرب.

فنقول: لكن الناس يختلفون، منهم من يَطرب على الموسيقى الخفيفة اللَّينة أكثر مما يطرب على الموسيقى القوية، ومنهم مَن يَطربُ عَلَى الموسيقى القوية أكثر، والناس تختلف.

إنما حملُ هذه الساعة وقت الصلاة مع المسلمين، وإشغال المسلمين بها عن خشوعهم في صلاتهم، هو من إيذاء المسلمين، قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}[الأحزاب:58].

فعلى المرء المسلم أن يُغلق الموسيقى في هذه الساعة الموسيقية، وألا يجعلها تطلق الموسيقى، لا في صلاته ولا في غيرها.

المصدر:

[دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للشيخ ابن عثيمين (13/204-206)].


هل انتفعت بهذه الإجابة؟