الأَوْلى أن يقول: (اللهم عاملنا بعفوك وفضلك)، وأن يدَعْ قوله: (اللهم لا تعاملنا بعدلك)؛ لأنه لا داعي لها، وإلا فمن المعلوم لو أن الله عامل الناس بعدله لأهلكهم جميعًا، قال الله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْمَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ} [سورة النحل:61].
ثم إن الله تعالى لو عامل الإنسان بعدله لكانت نعمة واحدة تستوعب جميع أعماله التي عملها، بل لكانت أعماله الصالحة التي عملها نعمة من الله تستحق المكافأة والشكر، كما قيل:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة عليّ له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله وإن طالت الأيام واختُصر العمر
فلا داعي أن يقول الداعي: (اللهم لا تعاملنا بعدلك، ولكن عاملنا بفضلك)، بل نقول: قل: اللهم عاملنا بفضلك، ولا تعاملنا بسوء أفعالنا؛ فإنك ذو الفضل العظيم، ونحن ذوو الإساءة، ونستغفرك اللهمونتوب إليك.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟