الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج

الجواب
الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج الذي يفعله بعض الناس في السابع والعشرين من رجب ليس له أصل، ولم تُحفظ هذه الليلة بل أُنسيها الناس، ولا يُعلم أنها في رجب، ثم لو علم ذلك وأنها في رجب أو شعبان أو شوال أو غير ذلك لم يجز للناس أن يحتفلوا بها، لأنهم بذلك يستدركون على الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، والرسول لم يفعل ذلك ولا أصحابه، فوجب التأسّي بهم، والسير على مناهجهم وعدم الإحداث لما لم يحدثوه، وقد قال - صلى الله عليه وسلم - «من أحدث في أمرنا - أي ديننا - ما ليس منه فهو رد». وقال أيضاً: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». أخرجه الشيخان في الصحيحين، وأخرج الثاني مسلم في صحيحه وعلقه البخاري جازمًا به من حديث عائشة - رضي الله عنها - . وفي صحيح مسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في خطبته يوم الجمعة: «أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هَدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة». ويقول في حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - : «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة».
هذه الأحاديث الصحيحة تبين لنا تحريم البدع وخطرها، وأن عواقبها وخيمة، وما ذلك إلا؛ لأنها تُعتبر زيادة في الدين، هذا يُحدث وهذا يُحدث حتى يكون ديننا مجموعة مما ابتدعه الناس وأدخله الناس فيه. وقد بُليت اليهود والنصارى بالبدع حتى أدخلوا في دينهم ما لم يأذن به الله، وحتى التبس عليهم دينهم فالتبس حقه بباطله بسبب ما أدخلوا فيه من البدع والمحدثات، فوجب على هذه الأمة أن تحذر ما فعله اليهود والنصارى، وأن تبتعد عن التشبه بهم في أعيادهم وفي كل شيء. والله ولي التوفيق.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى إسلامية (1/116)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟