الجواب
نقول: صدقوا: «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة»، لكن: «إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة»، ولهذا قال الرسول: «من سن في الإسلام سنة حسنة..» والمراد بقول: «من سن سنة حسنة» أحد أمرين:
1- إما أن يكون المعنى من ابتدر العمل بها، كما يدل على ذلك سبب الحديث.
2- وإما أن المعنى من أحياها بعد أن ماتت، وليس المعنى أن ينشئ عبادة من جديد، هذا لا يمكن؛ لأن سبب هذا الحديث: أن الرسول عليه الصلاة والسلام حث على الصدقة فأتى رجل من الأنصار بصرة قد أثقلت يده، ووضعها بين يدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فقال: «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة»، ولا يمكن أن تكون البدعة حسنة أبداً، والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كل بدعة ضلالة»، أما بالنسبة لفعل عمر، فعمر ما ابتدع صلاة الجماعة في القيام أبداً، أول من سن الجماعة في قيام رمضان النبي - صلى الله عليه وسلم - ، صلّى بأصحابه ثلاث ليالٍ، ثم تخلف في الرابعة، وقال: «إني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها» ثم تركت وهجرت في أيام أبي بكر - رضي الله عنه - ، في زمان عمر خرج ذات يوم ووجد الناس يصلون أوزاعاً، يصلي الرجل مع الرجل والرجل مع الرجلين، متفرقون، فقال: لو جمعتهم على إمام واحد، فأمر تميماً الداري وأبي بن كعب أن يقوما للناس على إمام واحد، فيكون عمر لم يحدث هذه البدعة ولكنه أحياها بعد أن تركت.
السائل: هل هذا الحديث صحيح.
الشيخ: صحيح، ثابت في الموطأ بأصح إسناد.