الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم استقبال القبلة والطهارة لسجود التلاوة

الجواب
سجود التلاوة سنة، قربة، كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا مر بالسجدة سجد -عليه الصلاة والسلام- ، وليس صلاة، فلا يشترط لها الطهارة ولا القبلة، ولكن أفضل؛ كونه يسجد إلى القبلة، وكونه على طهارة أفضل؛ ولهذا ذهب الأكثرون إلى أنه لا بد من الطهارة ولا بد من القبلة، لكن الصحيح أنه لا يلزم، فالخضوع لله من جنس الذكر، من جنس الذكر: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، فالإنسان يذكر الله إلى جهة القبلة وإلى غيرها، ويخضع له سبحانه وتعالى في ذكره الله, وفي دعائه، ولا يشترط له القبلة ولا الطهارة، لكن لو تطهر وسجد إلى القبلة كان هذا أكمل وأولى، وفيه خروج من خلاف العلماء، وقد ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقرأ بين أصحابه، فإذا مر بالسجدة سجد وسجدوا معه, ولم يكن يقول لهم: من ليس على طهارة لا يسجد، المجالس تجمع من هو على طهارة ومن هو على غير طهارة، فلو كانت الطهارة شرطا لنبههم -عليه الصلاة والسلام- ، والأصل عدم شرط الطهارة، هذا هو الأصل، ولأنها ليست صلاة، مجرد سجود، الطهارة إنما تجب للصلاة؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «مفتاح الصلاة الطهور», وهذه ليست صلاة، ولكنها جزء من صلاة، وهكذا القراءة عن ظهر قلب, ليست صلاة، ولا يشترط لها الطهارة، وهكذا: سبحان الله، والحمد لله، وسائر الذكر لا يشترط لها الطهارة، فسجود التلاوة من جنس ذلك، وهكذا سجود الشكر من جنسه، ولو بشر بالولد، أو فتح للمسلمين ونصرهم على عدوهم، وسجد شكرا لله فلا حرج عليه، وهو مأجور، ولو كان على غير طهارة، لكن الأفضل أن يكون إلى القبلة خروجا من الخلاف؛ ولأن القبلة أولى من غيرها فيسجد إلى القبلة، ويتحرى ما هو الأكمل والأفضل وإلا فليس بشرط.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(10/ 446- 448)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟