الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

تقسيم البدعة

الجواب
البدعة في أصل اللغة مأخوذ من البدع، وهو الاختراع على غير مثال سابق، ومنه قوله تعالى: ﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾[البقرة: 117]، أي: خالقهما على وجه قد أتقنهما وأحسنهما على غير مثال سابق، وقوله تعالى: ﴿قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ﴾[الأحقاف: 9]، أي: ما أنا أول من جاء بالوحي من عند الله وتشريع الشرائع، بل أرسل الله تعالى الرسل قبلي مبشرين ومنذرين، فأنا على هداهم.
والابتداع قسمان:
الأول: ابتداع في العادات، كاختراع الآلات الحديثة، وهذا مباح؛ لأن الأصل في العادات الإباحة.
الثاني: ابتداع في الدين، وهذا حرام؛ لأن الأصل في الدين التوقيف، فلا يؤخذ إلا عن الله تعالى، أو عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - .
وبدعة الدين قسمان:
الأول: بدعة اعتقادية، كبدعة الفرق الضالة مثل الجهمية والمعتزلة وغيرهما من فرق الضلال.
الثاني: بدعة تعبدية، وهي أنواع كثيرة، مثل أن يشرع شخص عبادة لم يشرعها الله تعالى، أو شرعها الله لكن زاد فيها المبتدع أو نقص، أو أحدث في هيئتها صفة لم تشرع، وكل بدعة في الدين حرام؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - : «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» رواه الشيخان من حديث عائشة - رضي الله عنها - ، ولمسلم عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»، وروى مسلم عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم»، ويقول: «بعثت أنا والساعة كهاتين» ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى، ويقول: «أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة»، ثم يقول: «أنا أولى بكل مؤمن من نفسه، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك دينا أو ضياعا فإلي وعلي».
وهذا التحريم تتفاوت درجاته، فمنها ما يدخل في حد الكفر، كالطواف بالقبور عبادة لأهلها والذبح والنذر لها، ومنها ما هو وسيلة للكفر والشرك، كالبناء على القبور والصلاة والدعاء عندها، ومنها ما هو فسق اعتقادي كما ذكرنا، ومنها ما هو معصية كبدعة التبتل والخصاء لقطع الشهوة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (2/160- 162)المجموعة الثانية
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟