الجمعة 18 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

بيان معنى قوله تعالى: (إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) وقوله تعالى: ( وهديناه النجدين)

الجواب
قال الله تبارك وتعالى: ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً * إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ﴾[الإنسان: 1-3] أي بينا له السبيل ووضحناها له سواء كان شاكرا أم كفورا فبين الله السبيل ثم انقسم الناس إلى شاكر وكفور ثم بين الله في هذه السورة جزاء الكافرين و جزاء الشاكرين، أما قوله: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾[البلد: 10] فقيل إن معناه بينا له طريقي الخير والشر فيكون كهذه الآية أو قريبا منها وقيل معنى: ﴿وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ﴾ أي: هديناه إلى ثديي أمه؛ لأن الصبي من حين ما يخرج من بطن أمه ثم يلقم الثدي يعرف أنه ثدي فيمصه من قال له هذا ؟ أقالته أمه؟ لو قالته ما فَهم، لكن هذا من الله عز وجل هداه سبحانه وتعالى بفطرة هذا الصبي أن يعرف أن هذين العضوين في الأم فيهما غذاؤه فيمص والآية مادامت صالحة للقولين فهي لهما جميعا؛ لأننا نحب أن نقول: لإخواننا المستمعين أن الآية إذا كانت تحتمل معنيين لا مرجح لأحدهما على الآخر ولا منافاة بينهما، فإنه يجب أن تحمل عليهما جميعا؛ لأن الذي يتكلم بها وهو الله عز وجل عالم بما تحتويه من المعاني.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟