الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

استدلال الصوفية على أن ذكر الله أفضل من الصلاة المكتوبة

الجواب
أمر الله بالإكثار من ذكره؛ قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾[الرعد: 28] وبين سبحانه أن القلوب تطمئن بذكره، فقال: ﴿أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ وعد النبي -صلى الله عليه وسلم- من ذكر الله خاليا ففاضت عيناه في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وضرب لنا مثلا لمن يذكر ربه والذي لا يذكره بالحي والميت، ففي الذكر حياة القلوب واطمئنانها وصفاء النفوس وطهارتها وفضله عند الله عظيم.
ولا شك أن الصلاة مشتملة على أفضل الأذكار من تلاوة القرآن والتكبير والتهليل والتسبيح والتحميد والشهادتين، وفضل كلام الله على كلام عباده كفضله على البشر، وأفضل ما قاله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والأنبياء من قبله كلمة لا إله إلا الله.... إلخ وهي موجودة في الصلاة كما أن الصلاة مشتملة على الركوع والسجود، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فتفضيل الذكر في غير الصلاة على الصلاة تفضيل للشيء على نفسه إن لم يكن تفضيلا على ما هو أعلى منه وهذا غير صحيح.
ومعنى قوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾[العنكبوت: 45] أي: الصلوات المفروضة في أوقاتها كما شرع الله وبينه رسوله -صلى الله عليه وسلم- بقوله وعمله، فإنها إن أداها المسلم على الوجه المشروع حالت بينه وبين ما يستفحش من الذنوب وعصمه الله بها من ارتكاب المنكرات، ولذكر الله إياكم إذا أنتم ذكرتموه أعظم قدرا وأفضل مثوبة وأجرا، كما قال تعالى: ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾[البقرة: 152] وقد اختاره ابن جرير في تفسيره، ووافقه على ذلك جماعة من المفسرين اعتمادا منهم على ما نقل عن كثير من الصحابة والتابعين.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2/289-290)
عبد الله بن منيع ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي. ... نائب رئيس اللجنة

هل انتفعت بهذه الإجابة؟