الإثنين 08 جمادى الآخرة 1446 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

أشكل عليه ثناء بعض السلف على الصوفية

الجواب
ونبين ذلك فيما يلي:
أولاً: ما نقل فيها من أقوال بعض العلماء والعباد والزهاد المتقدمين الذين هم ليسوا من المتصوفة لا يستفاد منه تزكية الصوفية المحدثة؛ لأن المتصوفة قد انحرفوا عن الكتاب والسنة، وأحدثوا طرقا مبتدعة خالفوا فيها منهج هؤلاء العلماء المنقولة أقوالهم في النشرة، ومن تلك المناهج المحدثة وحدة الوجود، والقول بالحلول، واتباع مشائخ الطرق فيما يشرعونه للمريدين من غير اعتراض عليهم، وزعمهم أنهم يتلقون عن الله مباشرة وليسوا بحاجة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه عندهم جاء للعامة دون الخاصة، ومثل عبادتهم للقبور بالذبح والنذر والدعاء والاستغاثة بالأموات، وكل هذه الفضائح موجودة في كتبهم ويمارسونها في أفعالهم وعباداتهم، كما هو مشاهد من أحوالهم الآن.
ثانيًا: قوله: وبناء على ذلك أن كل ما يخالف الإسلام في شيء فلا تصح نسبته إلى الصوفية والتصوف، وإنما هو ضلالات المدعين الذين انتسبوا للتصوف زورا وبهتانا، أو من الأمور المدسوسة على كتبهم بقصد الطعن في هؤلاء القوم، وتشويه صورتهم ونهجهم، كما حدث في كتب التفسير من الإسرائيليات التي تتنافى مع ما عرف عن هؤلاء المفسرين من حرص على بيان الحق.. إلخ.
والجواب عنه أن نقول: هذه الضلالات المذكورة ليست صادرة عن المدعين للتصوف، بل هي صادرة عن أئمة الصوفية المنحرفين، كابن عربي والحلاج والرفاعي وابن الفارض والشعراني في (طبقاته) والسهروردي في (عوارفه)، وعبد الكريم الجيلي في (الإنسان الكامل)، وغيرهم من أقطاب الصوفية، كما هو موجود في كتبهم ودعوى أنها مدسوسة عليهم دعوى بلا دليل، وكيف تكون مدسوسة عليهم، وأتباعهم الآن يطبعون هذه الكتب ويتداولونها ويطبقونها في أعمالهم التعبدية ليلا ونهارا، والكلام الآن عن الواقع لا عن الكتب، وقياس ذلك على الإسرائيليات التي في كتب التفسير قياس باطل؛ لأنه قياس مع الفارق المؤثر؛ لأن الإسرائيليات ليست كلها كذب، بل فيها حق مقبول، وهو ما وافق شرعنا الذي جاء به نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ، وباطل وهو ما خالف الشرع.
ثالثًا: تفسيره لكلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، وهو قوله لما ذكر العلم والفقه والعبادة وطلب الآخرة، ثم قال -رحمه الله-: (فبعث الله نبيه بهذا الدين الجامع للنوعين) قال صاحب النشرة مفسرا للنوعين بأنهما الفقه والتصوف تفسيرا لكلام الشيخ بغير معناه الصحيح، وهو أن النوعين هما الهدى ودين الحق، كما في الآية الكريمة: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ﴾[التوبة: 33] وكما قال الشيخ في أول كلامه: (اعلم أرشدك الله أن الله -سبحانه وتعالى- بعث محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بالهدى الذي هو العلم النافع ودين الحق الذي هو العمل الصالح)
ومعلوم أن الشيخ -رحمه الله- يحارب البدع والشركيات ومن أعظمها التصوف المنحرف.
وعليه ترى اللجنة منع توزيع هذه النشرة وإتلافها والتحذير منها؛ حفاظا على عقيدة المسلمين من انتشار البدع والشركيات عن طريق هذه النشرة وأمثالها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(2/108-111)المجموعة الثانية
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ. ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟