الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

أهل بلده وعلماءها يحلقون لحاهم ويريد التأكد من حكم حلق اللحية

السؤال
الفتوى رقم(4988)
إنني مسلم متواضع أبحث عن الحقيقة المتعلقة باللحية والشارب لقد سألت عددا من العلماء المسلمين هنا في ممباسا ولكنني لم أقتنع بإجاباتهم، ولقد سألت مرة الشيخ ناصر الخميس ولكنه رفض أن يوافق بأن حلق اللحى حرام بل قال لي في هذه الأيام اليهود والنصارى يطلقون لحاهم ويقصون شواربهم وعلينا نحن اتباعا للحديث النبوي أن نخالفهم بحلق لحانا وترك شواربنا، لقد رفضت أنا هذه الحجة لأنها تعني أن أقوال النبي محمد كانت لفترة محددة، بعد ذلك ذهبت إلى الشيخ إبراهيم خليل الذي كان مدير مدرسة الفلاح في ممباسا وقد أخبرني بصراحة أن حلق اللحى وترك الشوارب حرام، أرجو أن تعطوني فتواكم بخصوص اللحية والشارب بكل التفاصيل وأن تكون باللغتين العربية والإنجليزية وأن يكون عليها توقيعكم لكي أبرهن للناس أنها حقا فتواكم هذا لأن كل المسلمين تقريبا والعلماء هنا في ممباسا وكل أنحاء كينيا يحلقون لحاهم من العسير جدا علي أن أبرهن لهم أنهم مخطئون إن كانوا مخطئين؟
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد:
أولا: ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «جزوا الشوارب وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس» رواه أحمد ومسلم وقال -صلى الله عليه وسلم-: «خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب» رواه البخاري ومسلم والصحيح أن الأمر للوجوب كما هو الأصل فيه وخاصة إذا احتفت به القرائن كما في هذين الحديثين فمن حلق لحيته فقد أساء وخالف مقتضى الفطرة باتفاق المسلمين وأثم بحلقها والله الموفق.
ثانيا: إعفاء اللحية هو مقتضى الفطرة كما تقدم في الفقرة الأولى وبه جاءت شرائع الأنبياء السابقين كما جاءت به شريعة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ، وشريعته عامة للخلق، والعمل بها واجب عليهم إلى يوم القيامة، قال الله تعالى في موسى وأخيه هارون -عليهما السلام- وفي قومهما بني إسرائيل لما عبدوا العجل: ﴿وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي * قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى * قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلا تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي * قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي﴾[طه: 90-94] فكان إعفاء اللحية مشروعا في شريعة موسى وهارون -عليهما السلام- ، وجاء عيسى -عليه السلام- مصدقا لما بين يديه من التوراة فكانت اللحية مشروعة في شريعة عيسى -عليه السلام- أيضا، وهم رسل بني إسرائيل (اليهود والنصارى) فلما ترك اليهود والنصارى إعفاء لحاهم كانوا مسيئين كما كانوا مسيئين بترك التوحيد وشرائع أنبيائهم وبنقضهم ما أخذ عليهم من الميثاق أن يؤمنوا بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ، فمن عاد من اليهود والنصارى إلى ما اتفقت عليه شرائع الأنبياء كلهم من إعفاء اللحية لم نخالفه في ذلك؛ لأنه رجع إلى شيء من الحق، كما لا نخالفه إذا رجع إلى التوحيد وإلى الإيمان بنبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- ، بل نؤيده في ذلك ونحمده منه، ونتعاون معه على البر والتقوى.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(5/167-170)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟