الجواب
من نطق بالشهادتين قبل بلوغ الروح الحلقوم، ولم يكن يقولها في صحته ويتعاطى أنواع الشرك الأكبر، ثم مات فإنه يعد بذلك مسلماً، ويعامل معاملة المسلمين من حيث التغسيل والصلاة عليه، والدفن والدعاء له بالمغفرة والرحمة، يدل لذلك قول النبي - صلى الله عليه وسلم - : «إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر» رواه أحمد والترمذي وغيرهما.
وكذلك قصته عليه الصلاة والسلام مع عمه أبي طالب، وعرضه الشهادة عليه، وهو على فراش الموت، لكنه أبى النطق بها كما في الصحيح. وفي الصحيح أيضاً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عاد غلاماً يهودياً في مرضه، وعرض عليه الإسلام فأسلم، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: «الحمد لله الذي أنقذه بي من النار». أما من كان ينطق بالشهادتين في حال صحته، ويعبد غير الله، كسؤال الأموات والاستغاثة بهم، وينذر ويذبح لهم فإن هذا لا يعتبر مسلما بمجرد نطقه بالشهادتين عند الموت، إلا إذا صرح بتوبته من شركه السابق.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.