السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل يصح أن تطلق كلمة الشيخ لكل أحد من الناس, ولا سيما أن هذه الكلمة أصبحت متفشية؟ فأرجو توضيح ذلك.
الجواب: كلمة (شيخ) في اللغة العربية لا تكون إلا للكبير, إما كبير السن، أو كبير القدر بعلمه أو ماله أو ما أشبه ذلك, ولا تطلق على الصغير, لكن كما قلت: تَفَشَّتْ الآن حتى كاد يُلَقَّبُ بالشيخ من كان جاهلًا أو لم يعرف شيئًا, وهذا فيما أرى لا ينبغي؛ لأنك إذا أطلقت على هذا الشخص كلمة شيخ وهو جاهل لا يعرف اغتر الناس به, وظنوا أن عنده علمًا، فرجعوا إليه في الاستفتاء وغير ذلك، وحصل بهذا ضرر عظيم, وكثير من الناس - نسأل الله لنا ولهم الهداية - لا يبالي إذا سُئِلَ أن يفتي ولو بغير علم؛ لأنه يرى إذا قال: لا أدري؛ كان ذلك نقصًا في حقه, والواقع أن الإنسان إذا قال فيما لا يعلم: لا أدري, كان ذلك كمالًا في حقه, ولكن النفوس مجبولة على محبة الظهور إلا من عصم الله-عزّ وجلّ-.
فالذي أرى: أنها لا تطلق كلمة (شيخ) إلا على من يستحقها, إما لكبره، أو لشرفه وسيادته في قومه, أو لعلمه, وهذا كما كان بعض الناس الآن يطلق كلمة (إمام) على عامة العلماء, حتى وإن كان هذا العالم من المقلدة يقول: هو إمام, وهذا أيضًا لا ينبغي, ينبغي ألا تطلق لفظ (إمام) إلا على من استحق أن يكون إمامًا، وكان له أتباع, وكان معتبرًا قوله بين المسلمين.
وبقي علينا أنك سلمت وكذلك الأخ من قبلك سلّم عند إلقاء السؤال، وهذا ليس من السنة؛ لأن الصحابةـ رضي الله عنهم ـ كانوا إذا أرادوا أن يلقوا السؤال على الرسول-صلى الله عليه وسلم- لم يكونوا يلقوا عليه السلام, إلا من قدم إلى المجلس فهذا يسلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟