الجواب
أولا: المسجد النبوي أسسه النبي - صلى الله عليه وسلم- على تقوى من الله -جل وعلا-، ولم يقبر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته، بل قبر في حجرة عائشة -رضي الله عنها- خارج المسجد، ولما مات أبو بكر - رضي الله عنه- دفن بجانبه في الحجرة ثم لما مات عمر - رضي الله عنه- دفن معهما في الحجرة، وحجرة عائشة كانت خارج المسجد عن يساره ولما وسع عثمان - رضي الله عنه- مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم- لم يدخل الحجرة في التوسعة، وإنما أدخلت الحجرة بعد زمن الخلفاء الراشدين في عهد الوليد بن عبد الملك في آخر القرن الأول من الهجرة النبوية، ولم يكن ذلك بمشورة أهل العلم.
وأما البناء الموجود على قبر النبي - صلى الله عليه وسلم- فهو متأخر ومحدث ولعلهم بهذا الفعل قصدهم حماية قبر النبي - صلى الله عليه وسلم-.
ثانيا: كان النبي - صلى الله عليه وسلم- يدفن صحابته وأهل بيته في مقبرة البقيع، وكان يسوي القبر ولا يزيد على ترابه ولا يرفعه أكثر من شبر، ولا يزين القبر ولا يجصصه ولا يبني عليه شيئا.
ثالثا: لا يوجد في المملكة مبان على القبور ولله الحمد، والعلماء في هذه البلاد ينهون عن البناء على القبور ويأمرون بتسوية القبور عملا بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم-، كما يأمرون بعدم رفع سنام القبر بحيث لا يزيد على شبر، وقد كان سلف هذه الأمة يوصي بعضهم بعضا بذلك، فعن أبي الهياج أن عليا - رضي الله عنه- قال له: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ألا تدع قبرا مشرفا إلا سويته، ولا صورة إلا طمستها» رواه مسلم، وينهون عن الكتابة على القبور أو تزيينها؛ لأن ذلك يؤدي إلى الغلو في صاحب القبر، وذلك من وسائل الشرك ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم- أن يجصص القبر وأن يقعد عليه وأن يبنى عليه وليس لكبار الشخصيات السعودية قبور متميزة عن غيرها من القبور، وإنما يدفنون في مقابر المسلمين كسائر الناس.
رابعا: ليس في المملكة العربية السعودية قانون خاص بالقبور وإنما هو العمل بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم-.
خامسا: لا يجوز تزيين قبر المتوفى بشيء من أنواع الزينة لا ببناء ولا تشييد ولا تجصيص وتلوين ولا تزيينه بالكتابة والرسم؛ لأن ذلك من الأمور المنهي عنها، وإنما الذي ينبغي عمله لمن مات من المسلمين هو الدعاء له والترحم عليه والصدقة عنه ونحو ذلك.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.