الثلاثاء 29 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

دعوة بعض الناس إلى عدم التعدد

الجواب
من المصائب أن كثيرا من الناس اليوم، يدعون إلى عدم التعدد، وربما اغتروا بما يقوله النصارى، ومن شابه النصارى في ذلك، وكثير منهم يحبذ أن يكون الزوج باقيا على واحدة، وينددون بالأزواج الذين يعددون، وهذا كله غلط، وكله تشبه بالنصارى، أو تأثر بما قالوه أو قاله من التحق بهم، أو شاركهم في رأيهم، أو اقتدى بهم في أخلاقهم، والشريعة الإسلامية العظيمة، جاءت بالتعدد وكان التعدد قبلنا أكثر، كان عند داود مائة امرأة -عليه الصلاة والسلام- وتزوج سليمان تسعة وتسعين، وفي رواية سبعين، وكان التعدد في شريعة التوراة أكثر، أما في شريعة محمد - صلى الله عليه وسلم- فاقتصر العدد على أربع فأقل للأمة، ما عدا النبي - صلى الله عليه وسلم- فله تسع نساء -عليه الصلاة والسلام- ، فهذا من رحمة الله جل وعلا أنه جعل العدد أربعا فأقل في هذه الأمة لحكمة بالغة، أما مصالح التعدد فشيء لا يحصى، مصالح التعدد شيء واضح، المصالح كثيرة، للرجال والنساء، النساء يحصل لهن العفة وقضاء الوطر، والإنفاق عليهن، ودخول الزوج عليهن، واحترامهن والدفاع عنهن، وهيبة الرجل إذا حصل عليها، وسلامتها في الأغلب من تعلق غيره بها إلى غير ذلك من المصالح، ثم الإنفاق عليها، ثم وجود الولد، لعل الله يهبها ولدا على يديه، يحصل لها في ذلك خير عظيم، إذا أصلح الله الولد، وقد يكون عدة أولاد، من الرجال والنساء، فالمصالح كثيرة فهو ينتفع وهي تنتفع، والأسرة كلها تنتفع، فإن كثرة النسل فيه نفع للجميع، وتكثير للأمة، كما أن في ذلك صيانة لها، وحماية لها وعفة لفرجها، وإنفاقًا عليها وإحسانًا إليها، وحرصا على كل ما يصونها من كل بلاء وشر.
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(21/343- 345)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟