الجمعة 25 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم سب الدهر، وهل منه حديث: (الدنيا ملعونة)؟

الجواب
أولاً: الحديث الثاني الذي ذكرت في صحته نظر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإذا قدر أنه صحيح فإن هذا لا ينافي قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «لا تسبوا الدهر» لأن هذا خبر، والسبّ يقصد به اللوم والعيب والعتب على المسبوب، ومعنى كونه خبراً: أن الدنيا ليس فيها خير، لا هي ولا ما فيها، إلا ذكر الله وما والاه وعالم أو متعلم، وفرق بين الخبر والإنشاء، وأما السب ففيه إنشاء، إنشاء اللوم والقدح للمسبوب، وأما الخبر فهو خبرٌ عن حال الشخص أو عن حال الشيء، كقول لوط -عليه الصلاة والسلام-: (هذا يوم عصيب)، هو لم يُرد أن يسب هذا اليوم ويقدح فيه، لكنه أراد أن يخبر بأنه يوم شديد عليه، فيجب الفرق بين الإنشاء والقدح والذم وبين مجرد الخبر، وهذا حسب نية الإنسان، لكن الغالب في قول القائل: لا بارك الله في هذا اليوم، وقول القائل: لا بارك الله في الساعة التي أتت بك، هذا في الغالب يراد به السب، فلينتبه اللبيب للفروق الدقيقة.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(39)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟