لا يجوز لك الدعاء عليه، ولكن تقولي: اللهم اهده، اللهم اكفنا شره (حسبنا الله ونعم الوكيل) لا بأس، أما الدعاء عليه لا، الله يقول -جل وعلا-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء:23-24] وقال في الوالدين الكافرين: (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا )[لقمان:15]، مع أنهما كافران يدعوانه إلى الشرك.
والله يقول له: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) [لقمان:15] فالواجب عليك الدعاء له بالهداية، والتوفيق، وصلاح النية والعمل، وأن الله يكفيك شره، تدعون له بأن الله يكفيكم شره: اللهم اكفنا شر والدنا، اللهم! اهده، اللهم أصلح قلبه وعمله، اللهم اكفنا شره، وما أشبه ذلك.
المقدم: سماحة الشيخ، تشدد بعض الآباء وغلظتهم على أبنائهم، هل من توجيه للآباء؟
الشيخ: نعم، لا يجوز، الواجب على الوالدين الرفق بالأولاد، والرحمة للأولاد، والإحسان إلى الأولاد، وتربيتهم التربية الشرعية، والحذر من ظلمهم، فالواجب على الأب والأم تقوى الله في الولد، وعدم ظلمه -سواء كان ذكر أو أنثى- إلا إذا استحق الأدب؛ لأنه يترك الصلاة، والنبي ﷺ قال: مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر فإذا ضربه؛ لأنه يسيء الأدب، يؤذي إخوانه، يضر إخوانه، أو فعل أشياء توجب العقاب؛ يؤدبه الأدب الخفيف، لا يضره إذا كان لمصلحة شرعية، أو يتخلف عن الصلاة، وقد بلغ العشر؛ لا بأس أن يؤدبه، أو يفعل أفعالاً ما هي بطيبة كمثل: يتعاطى التدخين، أو يضرب إخوانه الصغار، أو يعق أمه فيؤدبه، كل هذا طيب، لكن بالرفق.
اطلع أيضًا على : صحة حديث من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟