الجواب
المشروع في صناعة الطعام أن يكون غير أهل الميت هم الذين يصنعون الطعام؛ لأن أهل الميت قد نزل بهم من الفاجعة وحل بهم من المصيبة ما يشغلهم عن إعداد الطعام لأنفسهم؛ لما أخرج أبو داود وغيره في سننه عن عبد الله بن جعفر - رضي الله عنه - قال: لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : «اصنعوا لآل جعفر طعاما، فإنه قد جاءهم ما يشغلهم»، وأما إقامة المأتم وبناء الصواوين لتقبل العزاء وإطعام الحاضرين الطعام، فليس من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - ، والخير كل الخير في اتباع هديه والاقتداء بسنته، قال تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً﴾[الأحزاب: 21] وقال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾[آل عمران: 31] وخرج الإمام أحمد بإسناد جيد عن جرير بن عبد الله البجلي قال: (كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة)
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.