الثلاثاء 22 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

والده يأمر بحلق لحيته خوفا عليه...فماذا يفعل؟

السؤال
الفتوى رقم(6106)
منذ حوالي 3 أو أربع سنوات عرفت ديني الإسلامي ولله الحمد قد هداني الله -عز وجل- وأطلقت لحيتي أنا وأخوين وامتدت هذه السنة المؤكدة إلى بعض أفراد عائلتي وبالمنزل قد استطعنا أن نجعل بيوتنا شبه إسلامية من كل شيء فجميع الأخوات في منزل الثلاث أخوات قد أقنعتهم بارتداء الزي الإسلامي الشرعي فالتزموا بعد أن كن متبرجات وجميع من كان في البيت عندما كنا نقرأ أي شيء سواء من القرآن أو السنة لا أقول نطبقها فورا لكننا كنا نطبق ما تطيقه نفوسنا وانضممت أنا وإخوتي واختلطنا مع بعض الشباب المسلم وكانت نفوسنا تتطاير عندما نتلاقى وكان المسجد ولا يزال وسيظل هو إن شاء الله بيتي وعملي وحياتي كلها وفجأة في هذا العام تم القبض على أخي وابن خالي بتهمة إثارة الفتنة الطائفية في مصر، وحصل أن البيت قد تغيرت نظرتهم لنا والشارع ومعي كلهم يظنون أن كل ملتحي يقتل أو بيده رشاش ونحن كمسلمين لا نحبذ بأي حال من الأخوال قتل نفس ربنا حرم قتلها ولذلك ومع إلحاح والدي ووالدتي والأسرة على أن أحلق لحيتي رفضت وسافر أبي إلى الأراضي المقدسة وأنا مطلق لحيتي لا أريد أن أحلقها لأنني قد قرأت في هذا الموضوع كثيرا في أن حلقها حرام وقد أجمع الفقهاء الأربعة بين التحريم والكراهة لحلق اللحية فإنني مصمم على أن أتركها في المنزل وهم راضون ولكنهم يخافون أن يقبض علي مثل أخي وقريبي -أنا مصمم وأقول إن كل شيء في الكتاب مسطور ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وأعتقد أن اللحية لن تغير من قدر الله -عز وجل- مقدر لي- ولكنهم مصممون هذا سؤال وأريد أن أستفسر الآن والدتي تقول إن والدي غضبان علي ووالدي يكلمني ويحدثني ولا أحس أنه يغضب مني ولكنني أخاف أن أعصيهم وفي نفس الوقت أخشى أن أفعل شيئا يخالف ما قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأخشى أن أرتكب معصية في عدم التفاهم لحلق لحيتي وإنني مصمم على أن لا أحلقها ماذا أفعل؟
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد: أولا: جزاك الله خيرا على اتباعك لهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودعوتك أهل بيتك وسائر أسرتك إلى ذلك ونصحك لهم، أمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر، وجزاهم الله خيرا على استجابتهم للحق وتعاونهم معك على البر والتقوى. ثبتنا الله تعالى وإياك على دينه وجنبنا جميعا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
ثانيا: حلق اللحية حرام، وإعفاؤها واجب كما عرفت. وطاعة الخالق مقدمة على طاعة المخلوق ولو كان أقرب قريب، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإنما تكون طاعة المخلوق في المعروف فقط، وما ذكرته عن والديك من الزعل والغضب من إعفائك اللحية إنما هو بدافع العاطفة والخوف عليك مما أصيب به غيرك من الأحداث. ولكن تلك الإصابات إنما كانت في الغالب من الإثارة والخوض في الفتن لا من أجل إعفاء اللحية فقط، ولذلك تجد الإصابات أخذت في طريقها جماعة ممن يحلقون لحاهم فعليك أن تثبت على الحق وتستمر في إعفاء لحيتك طاعة لله وإرضاء له، ولو غضب المخلوق، وأن تجتنب موارد الإثارة والفتن وتتوكل على الله وترجوه أن يجعل لك مخرجا من كل ضيق، قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾[الطلاق: 2-3] وقال: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا * ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾[الطلاق: 4-5] ونوصيك ببر الوالدين والاعتذار إليهما بالرفق والأسلوب الحسن.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(5/ 171- 174)
عبد الله بن قعود ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟