الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

هل يشرع أن يقول الداعي: (اللهم اجعلني لقبر نبيك من الزائرين)؟

الجواب
المشروع أن يقول لمسجده-صلى الله عليه وسلم- من الزائرين؛ لأن مسجده هو الذي تشد إليه الرحال وليس قبره، قال النبي-صلى الله عليه وسلم-: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى».
وهاهنا نقطة أحب أن أنبه عليها وهي: أن كثيرًا من الناس يتشوقون إلى زيارة قبر النبي-صلى الله عليه وسلم- أكثر مما يتشوقون إلى زيارة مسجده، بل أكثر مما يتشوقون إلى زيارة الكعبة -بيت الله -عز وجل- وهذا من الضلال البين، فإن حق النبي عليه الصلاة والسلام، لا يشك أحد أنه دون حق الله تعالى، فالرسول عليه الصلاة والسلام، بشر مرسل من عند الله، ولولا أن الله اجتباه برسالته لم يكن له من الحق هذا الحق الذي يفوق حق كل بشر، أما أن يكون مساويًا لحق الله -عز وجل- أو يكون في قلب الإنسان محبة لرسول الله-صلى الله عليه وسلم- تزيد على محبة الله، فإن هذا خطأ عظيم، فمحبة الرسول-صلى الله عليه وسلم- تابعة لمحبة الله، وتعظيمنا له-صلى الله عليه وسلم- ، تابع لتعظيم الله -عز وجل- ، وهو دون تعظيم الله تعالى، ولهذا نهى النبي-صلى الله عليه وسلم- ، أن نغلو فيه وأن نجعل له حقًّا مساويًا لحق الله -عز وجل- ، فقد قال له رجل مرة: ما شاء الله وشئت. فقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: «أجعلتني لله ندًّا بل ما شاء الله وحده»
والخلاصة: أنه يجب على الإنسان أن يكون تعظيم الله تعالى ومحبته في قلبه أعظم من محبة وتعظيم كل أحد، وأن تكون محبة النبي-صلى الله عليه وسلم- ، وتعظيمه في قلبه أعظم من محبة وتعظيم كل مخلوق، وأما أن يساوي بين حق الرسول-صلى الله عليه وسلم- ، وحق الله تعالى فيما يختص الله به فهذا خطأ عظيم.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(2/241-242)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟