السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

هل لها أن تتوضأ بعد دهن بشرتها؟

الجواب

وضع الدهون على البشرة التي يجب غسلها في الطهارة ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: دهون لا يكون لها قشر، لكن لها أثر على الجلد بحيث إذا مر الماء من فوقها تمزق يمينا وشمالا، فهذه لا تؤثر لأنها لا تمنع من وصول الماء إلى البشرة. والثاني: ما له طبقة تبقى على الجلد تمنع وصول الماء، فهذه لا بد من إزالتها قبل الوضوء إذا كانت على أعضاء الوضوء؛ لقول الله -تبارك وتعالى-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾[المائدة: 6] ومعلوم أنه إذا كان على هذه الأعضاء طبقة مانعة من وصول الماء إليها، فإنه لا يقال إنه غسلها بل غسل ما فوقها، ولهذا قال العلماء ـرحمهم الله- من شروط صحة الوضوء إزالة ما يمنع وصول الماء إلى البشرة، لكن ما يوضع على الرأس من الحناء وشبهه لا يضر إذا مسحت عليه المرأة؛ لأنه ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم-: «أنه كان ملبداً رأسه في حجة الوداع» وتلبيد الرأس يمنع من مباشرة الماء عند المسح للشعر، ولأن طهارة الرأس طهارة مخففة بدليل أنه لا يجب غسله بل الواجب مسحه حتى وإن كان الشعر خفيفا، بل حتى وإن لم يكن على الرأس شعر، فإن طهارته خفيفة ليست إلا المسح، فلهذا سمح فيه فيما يوضع عليه، ولهذا جاز للإنسان للرجل أن يمسح على العمامة مع أنه بإمكانه أن يرفعها ويمسح رأسه، لكن هذا من باب التخفيف وكذلك على قول كثير من العلماء، أنه يجوز للمرأة أن تمسح على خمارها الملفوف من تحت ذقنها.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟