الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

هل لقائد الطائرة أن يصلي جالسًا على كرسي القيادة ؟

الجواب
هذا القائد للطائرة سأل عن مسألتين:
المسألة الأولى: هل يجوز له القصر مع أنه دائماً في سفر ؟
والمسألة الثانية: هل يجوز أن يصلي جالساً في مكان القيادة ؟
المسألة الأولى: فإنه يقصر لأنه مسافر، والآيات والأحاديث الواردة في القصر لم تخص سفراً دون سفر، وعلى هذا يجوز له أن يقصر؛ لأن هذا الرجل مسافر وله بلد يأوي إليه وأهلاً يقيم فيهم، فإذا فارقهم فهو مسافر، فيجوز له القصر. ويجوز له الفطر في رمضان أيضاً، لكونه على سفر.
وأما المسألة الثانية: عن جواز الصلاة في مكان القيادة: فإن كانت الصلاة نافلة فلا حرج عليه في ذلك ويتجه حيث كان اتجاه الطائرة؛ لأنه ثبت عن النبي أنه كان يصلي في السفر على راحلته حيث توجهت به، وهكذا من كان في الطائرة أو في السيارة.
أما إذا كانت الصلاة فرضاً، فإنه لا يجوز له أن يصلي في هذا المكان، إذا كانت الطائرة يمكن أن تهبط في المطار قبل خروج وقت الصلاة، أو قبل خروج وقت الثانية إذا كانت الصلاة التي أدركته مما تجمع إليها، مثلاً: لو أدركه وقت صلاة الظهر وهو يعرف أنه سوف يهبط في المطار في وقت صلاة العصر، قلنا له: اجمع صلاة الظهر مع العصر، لتصليهما جميعاً على الأرض، أما إذا كانت الرحلة طويلة فلا يمكن أن ينزل في الأرض قبل خروج وقت الصلاة، فإنه لا يجوز له أن يصلي في مكان القيادة، إلا إذا كانت هناك ضرورة، مثل أن تكون الأحوال سيئة لا يمكن أن يغادر مكان القيادة؛ لأنه يحتاج إلى ملاحظة الطائرة وطيرانها، فحينئذ نقول له للضرورة: صل ولو كنت في مكانك وأت بما تقدر عليه من واجبات الصلاة ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها، أما إذا كان الجو لطيفاً ولا خطر، فإنه يجب أن يصلي في مكان يتمكن فيه من القيام والركوع، والسجود، والقعود، استقبال القبلة.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(15/246- 247)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟