الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

هل الأفضل أن يجتمعوا لصلاة الكسوف في جامع واحد أو في عدة جوامع ؟

الجواب
أما العلم بخسوف القمر، أو كسوف الشمس فليس من علم الغيب؛ لأن له أسباباً حسية معلومة، وقد ذكر علماء المسلمين من قديم الزمان أن العلم بالخسوف، أو الكسوف ليس من علم الغيب.
وأما صلاة الخسوف فإن الذي يظهر لي أنها فرض كفاية، إذا قام بها من يكفي سقط عن الباقين؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بها، وقال: «إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله»، فعبر بالفزع مما يدل على أن الأمر عظيم جداً وليس بالأمر الهين.
وأخبر - عليه الصلاة والسلام - أن الله تعالى يخوف بهما العباد.
فإذا ظهر خسوف القمر في الليل يصلي الناس، وإن كان في النهار فإنهم لا يصلون، لأن خسوفه في النهار لا يظهر له أثر، بمعنى أنه لا يتبين؛ لأن ضوء الشمس قد غشاه، والرسول عليه الصلاة والسلام، إنما جعل الصلاة سنة حيث يظهر أثر ذلك ليكون التخويف، ومعلوم أن القمر إذا خسف بعد انتشار الضوء في الأفق لا يكون به التخويف؛ لأن الناس لا يعلمون به.
وأما ترقب ذلك فإن من العلماء من قال: لا بأس أن يستعد له ويترقب.
ولكني أرى خلاف هذا، أرى أن الإنسان إن ابتلي وظهر له ذلك فليصل، وإن لم يظهر فليحمد الله على العافية.
وقد قيل لنا: إن خسوف القمر المترقب سيكون بعد انتشار الضوء، إما قبل الشمس بقليل، أو بعد طلوع الشمس، والله أعلم.
وعلى هذا فلا يكون هناك صلاة.
والفقهاء - رحمهم الله - نصوا على أنه إذا ظهر الفجر وخسف القمر بعد ذلك فلا صلاة. بناءً على أن صلاة الخسوف صلاة التطوع وأن صلاة التطوع لا تفعل في أوقات النهي، لكن أرى أنه لو ظهر الخسوف وتبين بحيث يكون نوره باقياً فإنه يصلى له، أما إذا كان بعد انتشار الضوء وخفاء نور القمر فإنه لا يصلي والله أعلم.
أما الأفضل، فالأفضل أن تصلى صلاة الخسوف في الجوامع؛ لأن اجتماع الناس على إمام واحد له قيمته، ويكون دعاؤهم واحداً، وخشوعهم واحداً، والموعظة التي تقال بعد الصلاة تكون واحدة.
وكذلك النساء يحضرن؛ لأن النساء حضرن في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ، حين كسفت الشمس، لكنه ليس كصلاة العيد فلا يؤمرن بذلك ولا ينهين، أما صلاة العيد فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - النساء أن يحضرن صلاة العيد، حتى الحيض أمرهن أن يخرجن لكن يعتزلن الصلاة.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(16/304- 306)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟