الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

هل أثبت عثمان - رضي الله عنه- القراءات عند جمعه للمصحف ؟

الجواب
ثبت عن رسول الله صلى الله- صلى الله عليه وسلم- قوله: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا ما تيسر منه» رواه البخاري ومسلم. وقال المحققون من أهل العلم: إنها متقاربة في المعنى مختلفة في الألفاظ.
وعثمان - رضي الله عنه- لما بلغه اختلاف الناس، وجاءه حذيفة - رضي الله عنه- وقال:أدرك الناس، استشار الصحابة الموجودين في زمانه؛ كعلي وطلحة والزبير وغيرهم، فأشاروا بجمع القرآن على حرف واحد حتى لا يختلف الناس، فجمعه - رضي الله عنه- .
وكوَّن لجنة رباعية لهذا، ويرأسهم زيد بن ثابت - رضي الله عنه- فجمعوا القرآن على حرف واحد، وكتبه ووزعه في الأقاليم؛ حتى يعتمده الناس، وحتى ينقطع النزاع.
أما القراءات السبع أو القراءات العشر، فهي موجودة في نفس ما جمعه عثمان - رضي الله عنه- في زيادة حرف أو نقص حرف، أو مد، أو شكل للقرآن، كل هذا داخل في الحرف الواحد الذي جمعه عثمان- رضي الله عنه- .
والمقصود من ذلك: حفظ كلام الله، ومنع الناس من الاختلاف الذي قد يضرهم ويسبب الفتنة بينهم. والله - جل وعلا - لم يوجب القراءة بالأحرف السبعة؛ بل قال النبي - صلى الله عليه وسلم- : «فاقرأوا ما تيسر منه».
فجمع الناس على حرف واحد عمل طيب، ويشكر عليه عثمان والصحابة ـ رضي الله عنهم وأرضاهم ـ ؛ لما فيه من التيسير والتسهيل، وحسم مادة الخلاف بين المسلمين.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(24/331-332)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟