الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

متى يشرع رفع اليدين أثناء خطبة الجمعة؟

الجواب
رفع اليدين في الدعاء من السنة, وهو من أسباب الإجابة؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا» أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الحاكم، ولقوله -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه مسلم في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيباً, وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين؛ فقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾[البقرة: 172], وقال: ﴿يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا﴾[المؤمنون: 51] , ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام؛ فأنى يستجاب لذلك».
وقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم- في أحاديث كثيرة أنه رفع يديه في الدعاء في خطبة الاستسقاء وعند الجمرة الأولى والثانية في أيام التشريق في حجة الوداع وفي مواضع كثيرة، ولكن كل عبادة وجدت في عهد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يرفع فيها يديه؛ فإنه لا يشرع لنا أن نرفع أيدينا فيها؛ تأسياً به -صلى الله عليه وسلم-، كخطبة الجمعة، وخطبة العيد، والدعاء بين السجدتين، والدعاء في آخر الصلاة، والدعاء أدبار الصلوات الخمس المفروضة؛ لأن ذلك لم يثبت عنه -صلى الله عليه وسلم-، والمشروع لنا التأسي به -صلى الله عليه وسلم- في الفعل والترك؛ كما قال الله -عزّ وجلّ-: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾[الأحزاب: 21]، والله ولي التوفيق.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن باز(30/250- 252)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟