السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

ما هي الفلسفة وحكم الخوض فيها ؟

الجواب
الفلسفة بحث يوناني مستقل يتعمق فيه أصحابه حتى يؤول بهم إلى تحكيم العقل، ورد ما جاء في الكتاب والسنة، والفلسفة على هذا الوجه منكرة لا يجوز الخوض فيها ولا الدخول فيها، وأما الفلسفة بمعنى الحكمة فهذه موجودة في الشريعة الإسلامية والشريعة الإسلامية كلها مبنية على الحكمة قال الله -تبارك وتعالى-: ﴿أفَحُكمَ اَلجَاهلِية يبغُون وَمَنْ أحسَنُ مِنَ اَلله حُكمَا لَقَوم يوقِنُونَ﴾[المائدة: 50].
لكنه لا ينبغي أن نقول عن الحكمة الشرعية أنها فلسفة؛ لأن هذه الكلمة يونانية، بل نقول عن الحكمة الشرعية: إنها حكمة وما من شيء في الشرع إلا معلل، لكن من الحكمة ما نعلمه، ومنها ما لا نعلمه؛ لأن عقولنا قاصرة، وأعظم حكمة في الأحكام أن الحكم ثابت في كتاب الله أو سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- ؛ لأننا نؤمن بأن كل حكم ثبت في الكتاب والسنة فإنه حكمة وامتثاله حكمة؛ لأن في امتثاله طاعة الله، ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وحصول الثواب والأجر.
وعلى هذا فلو سألنا سائل: عن حكمة شيء من الشرائع فإنه يكفيه إذا كان مؤمناً أن يقال: هكذا قال الله ورسوله؛ لقول الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ﴾[الأحزاب: 36] وقد كان هذا هو المنهج الذي يسير عليه الصحابة -رضي الله عنهم-؛ فقد السؤال: سئلت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، فلماذا مع أن الصوم فرض والصلاة فرض، والصلاة أوكد من الصوم ومع ذلك لا تقضى، والصوم يقضى؛ فأجابت عائشة -رضي الله عنها- بأن ذلك كان يصيبهم في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- فيؤمرون بقضاء الصوم، ولا يؤمرون بقضاء الصلاة وهذا يعني أن الحكمة هي حكم الله ورسوله.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(26/251)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟