الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 02-02-2023

ما حكم من تدعوه إلى الله فيقول: الهداية بيد الله . . ؟

الجواب

نقول: هذا من عمل الشيطان، والهداية بيد الله لا شكَّ، لكن الله تعالى أعلمُ حيث يجعل هدايته، فلو صدق هذا الرَّجلُ في طلب الهداية لهداه الله عز وجل، ولكنه لم يصدُق في طلب الهداية. وقال الله تعالى: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾ [الصف: 5].

وهذا الرَّجلَ الرَّجلُ لو قيل: تزوَّج يحصل لك الأولاد. لم يقل: إنَّ الأولاد بيد الله، بل سيتزوج، فنقول أيضًا: اهتدِ. وإذا قال: الهدايةُ بيد الله. قلنا: وأنت أيضًا لا تستطيع أن تهتدي، فمن الذي يمنعك من الهداية؟

ولمَّا قال النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ما منكم من أحدِ أحدٍ إلا وقد كُتِبَ مقعده من الجنة، ومقعده من النار»، قالوا: يا رسول الله، أفلا ندع العمل ونتَّكِلُ على ما كُتب؟ قال: «لا، اعملوا؛ فكل مُيسَّر لما خُلِق له، أمَّا من كان من أهل السعادة فيُيسَّر لعمل أهل السعادة، وأمَّا من كان من أهل الشقاوة فيُيسَّرُ لعمل أهل الشقاوة»، ثُمَّ تلا قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ [الليل: 5 - 10] [رواه البخاري].

المصدر:

[سؤال على الهاتف، للشيخ ابن عثيمين (1/74)]


هل انتفعت بهذه الإجابة؟