الجمعة 18 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

ما الفرق بين التشبيه والتمثيل في الأسماء والصفات؟

الجواب
التشبيه والتمثيل في الأسماء والصفات بينهما فرق، ولهذا ينبغي أن نقول: (من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل)، بدل قول: (من غير تأويل، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تشبيه)
فالتعبير بالتمثيل أولى لأمور:
أولا: أنه الموافق للفظ القرآن في قوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾[الشورى: 11]. ﴿فَلَا
تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ﴾[النحل: 74] ولم يقل: ليس كشبهه شيء ولا قال: فلا تضربوا لله الأشباه.
ثانيا: أن التشبيه صار وصفا يختلف الناس في فهمه فعند بعض الناس إثبات الصفات يسمى تشبيها، ويسمون من أثبت صفة لله مشبها، فتجد ذلك عند المعتزلة كما يقول: الزمخشري في تفسيره الكشاف: وقالت المشبهة، ويقصد أهل السنة والجماعة.
ثالثا: أن نفي التشبيه على الإطلاق بين صفات الخالق وصفات المخلوق لا يصح، لأنه ما من صفتين ثابتتين إلا وبينهما اشتراك في أصل المعنى، وهذا الاشتراك نوع من المشابهة: فالعلم مثلا، للإنسان علم، وللرب سبحانه علم، فاشتركا في أصل المعنى، لكن لا يستويان. أما التمثيل فيصح أن تنفي نفيا مطلقًا.
وأيضًا فلا يقال: من غير تأويل بل من غير تحريف؛ لأن التأويل في أسماء الله وصفاته ليس منفيا على كل حال، بل ما دل عليه الدليل فهو تأويل ثابت وهو بمعنى التفسير، وإنما المنفي هو التحريف وهو صرف اللفظ عن ظاهره بغير دليل، كما صنع أهل التعطيل الذين اختلفوا فيما نفوا وأثبتوا من أسماء الله وصفاته، فمنهم من أثبت الأسماء وبعض الصفات ونفى أكثر الصفات، ومنهم من أثبت الأسماء ونفى الصفات كلها، ومنهم من نفى الأسماء والصفات كلها، ومنهم من نفى كل إثبات وكل نفي فقال: لا تصف الله بإثبات ولا نفي.
وأهل السنة بريئون من هذا ويثبتون لله تعالى كل ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات.
وكذلك فقد جاء النص بذم التحريف في قوله: ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ﴾[النساء: 46] ولم يقل: يؤولون، والتزام الألفاظ الشرعية التي جاء بها الكتاب والسنة أولى من إحداث ألفاظ أخرى؛ لأن ما جاء في الشرع أشد وأقوى.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(1/180-182)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟