الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

ما الحكمة من عدم ذكر البسملة في سورة التوبة ؟

الجواب
اختلف في سبب ذلك، فروى النسائي عن ابن عباس - رضي الله عنهما-أنه قال: قلت لعثمان - رضي الله عنه- : «ما حملكم إلى أن عمدتم إلى (الأنفال) وهي من المثاني، وإلى (براءة) وهي من المئين فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا سطرا: (بسم الله الرحمن الرحيم) ، ووضعتموها في السبع الطوال ما حملكم على ذلك ؟ قال عثمان - رضي الله عنه- : إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم-كان إذا نزل عليه الشيء يدعو بعض من يكتب عنده يقول: «ضعوا هذا في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا« وينزل عليه الآيات، فيقول: «ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا«، وكانت (الأنفال) من أوائل ما أنزل بالمدينة و (براءة) من آخر القرآن فكانت قصتها شبيهة بقصتها، فقبض رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولم يبين لنا أنها منها، وظننت أنها منها، فمن ثم قرنت بينهما، ولم أكتب بينهما سطرا: (بسم الله الرحمن الرحيم)» . وخرجه أبو عيسى الترمذي، وقال: هذا حديث حسن .
وقال عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما- : سألت علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- : لم لم يكتب في براءة (بسم الله الرحمن الرحيم) ؟ قال: (لأن بسم الله الرحمن الرحيم أمان، وبراءة نزلت بالسيف ليس فيها أمان) . وروي معناه عن المبرد، قال: ولذلك لم يجمع بينهما فإن (بسم الله الرحمن الرحيم) رحمة، و (براءة) نزلت سخطة. ومثله عن سفيان، قال سفيان بن عيينة: إنما لم تكتب في صدر هذه السورة (بسم الله الرحمن الرحيم) ؛ لأن التسمية رحمة، والرحمة أمان، وهذه السورة نزلت في المنافقين وبالسيف، ولا أمان للمنافقين .
والصحيح أن التسمية لم تكتب؛ لأن جبريل عليه السلام ما نزل بها في هذه السورة، قاله القشيري. انتهى من [تفسير القرطبي] لأول سورة (براءة) بتصرف، فارجع إليه وإلى [تفسير ابن كثير] لسورة (براءة) إن أردت التوسع.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(4/223)
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد الرزاق عفيفي ... نائب رئيس اللجنة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟