الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 23-03-2020

لا فرق بين الحلف بالذوات أو المعاني

الجواب
الحلف بالذوات كأن تقول: والنبي أو وفلان. والحلف بالمعاني كقولك: والأمانة أو وشرفي، لا فرق بينهما، فكل ذلك داخل في عموم الحلف بغير الله، والحديث المذكور في السؤال «من حلف بالأمانة فليس منا» فهو ينص على تحريم الحلف بالمعاني، كالأمانة ونحوها، ويفهم منه تحريم الحلف بالذوات؛ لأنه حلف بغير الله، ويدل لتحريم الحلف بالذوات ما ورد عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «لا تحلفوا بآبائكم» متفق عليه، وحديث: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك» رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، وقوله-صلى الله عليه وسلم-: «من حلف بشيء دون الله فقد أشرك» رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح من حديث عمر -رضي الله عنه-.
والداعي إلى التفريق بين الحلف بالأمانة وبين الحلف بالذوات في جواز الحلف بالذوات تصوره غير صحيح، ومقالته خاطئة غير مقبولة، والأحاديث الواردة عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم- في تحريم الحلف بالآباء ونحوها، وتحريم الحلف بغير الله مطلقا ترد عليه.
أما الحالف بالله وهو كاذب فخطؤه من حيث كذبه في حلفه، حيث إنه عظم الله على خلاف الواقع، والكذب من كبائر الذنوب.
أما الحلف بغير الله وإن كان صادقا فإنه شرك أصغر، وجنس الشرك أعظم من كبائر الذنوب، ولأن حلفه بغير الله قد يصل إلى الشرك الأكبر إذا اعتقد تعظيم المحلوف به كتعظيم الله.
ولذا قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: (لأن أحلف بالله كاذبا أحب إلي من أن أحلف بغيره صادقًا)
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
المصدر:
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(1/132-133)المجموعة الثانية.
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... نائب الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس

هل انتفعت بهذه الإجابة؟