الأحد 20 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

كيف الجمع بين قوله تعالى: (قل لو أن عندي ما تستعجلون به. . .) وحديث : (هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد...)

السؤال

السؤال الثالث عشر من الفتوى رقم(17883)
كيف يمكن الجمع بين الآية: ﴿قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الْأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ﴾ [الأنعام: 58] وبين ما ثبت في (الصحيحين) عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنها أنها قالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم- «هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ فقال: لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة قد ظللتني، فنظرت فإذا فيها جبرائيل عليه السلام، فناداني فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال وسلم علي، ثم قال: يا محمد إن الله قد سمع قول قومك لك، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك فيما شئت إن شئت أطبقت عليهم الأخشبين. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- : بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئًا» ؟

الجواب

لا تنافي بين الآية والحديث؛ لأن الآية فيها تهديد بأن الأمر لو كان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- لقضي الأمر بينه وبين قومه.
والله سبحانه يعلم من نبيه أنه لا يريد إطباق الأخشبين على قومه؛ لأنه بعثه رحمة للعالمين؛ ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم- للملك: «بل أستأني بهم، لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا» .
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

المصدر:

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء(3/155)المجموعة الثانية
بكر أبو زيد ... عضو
صالح الفوزان ... عضو
عبد العزيز آل الشيخ ... عضو
عبد الله بن غديان ... عضو
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الرئيس


هل انتفعت بهذه الإجابة؟