الجواب
1 الاسم الذي هو (الألف والسين والميم) من قوله تعالى ﴿تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ﴾[الرحمن: 78] دال على لفظ الجلالة (الله) ونحوه من أسماء الله الحسنى التي سمى الله بها نفسه أو سماه بها رسوله-صلى الله عليه وسلم- ، والمقصود من لفظ الجلالة وما في معناه من أسمائه تعالى: المسمى وهو ذات الرب بصفاته العليا، فتبارك لفظ الجلالة وسائر أسمائه الحسنى تعظيم لمسمياتها وهي ذات الرب المتصفة بصفات الكمال وليس تعظيما للاسم الذي هو (الألف والسين والميم)، بل تعظيم وتنزيه للفظ الجلالة ومدلوله المقصود منه وهو ذات الرب بصفاتها، وكذا سائر أسمائه الثابتة له بالكتاب والسنة، وليست هذه الأسماء عين ذاته ولكنها دالة عليها، وعلى هذا يكون التنزيه لذات الرب أصالة وللدال عليها من لفظ الجلالة ونحوه تبعا.
وكذا القول في تفسير قوله تعالى: ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾[الحاقة: 52] فالتسبيح ليس للاسم الذي هو (ألف وسين وميم) وإنما هو لذات الرب أصالة وما دل عليها تبعا وهو لفظ الرب العظيم وليست كلمة الاسم ولا كلمة الرب عين ذات الرب سبحانه وتعالى
وكذا القول في تفسير آية ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى﴾[الأعلى: 1] التسبيح لذات الرب أصالة ولكلمة الرب تبعا باعتبارها دالة على ذات الرب سبحانه.
وكذا القول في تفسير آية ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾[العلق: 1] فليست الاستعانة بالاسم الذي هو (الألف والسين والميم) وإنما هي بلفظ الرب باعتبار المقصود منه وهو ذات الرب العلي الأعلى، فالابتداء بالقراءة والاستعانة فيها إنما هي بالرب نفسه سبحانه أصالة وبما دل عليه وهو كلمة الرب تبعا
ج5 ولفظ الجلالة يعرب؛ لأن الإعراب لما ينطق به أو يكتب، أما مدلوله فلا يعرب؛ لأنه ليس بلفظ بل هو الرب نفسه وهو المستعان به في القراءة وغيرها وهو الذي خلق كل شيء وخلق الإنسان وعلم بالقلم وعلم الإنسان ما لم يعلم دون الاسم بحروفه ودون الجلالة فإنه لم يخلق شيئا ولم يعلم الإنسان ما لم يعلم فالاسم بحروفه ولفظه الجلالة وكلمة الرب غير المسمى؛ لأن المسمى ذات الرب بصفاته العليا
ج6 أضاف النصر إلى لفظ الجلالة وهو الله؛ لأنه علم على مسماه وهو الذات المقدسة مع صفاتها وهي المقصود بلفظ الجلالة ومنها النصر لا من الاسم، وإنما عبر عنها بلفظ الجلالة لدلالته عليها، لا لأنه عينها
ومما تقدم يتبين أن الصلاة وسائر العبادات لمسمى الله ومسمى الرب لا لكلمة اسم ولا لكلمة الرب ولا للفظ الله، إنما يذكر لفظ الرب ولفظ الجلالة ليتوصل بذلك إلى المقصود وهو ذات الرب المقدسة ومسمى لفظ الجلالة، فأسماء الله الحسنى لا تراد لنفسها، وإنما يعبر بها عن المقصود منها وهو مسماها، فهو المعبود حقا أصالة عن طريق ذكر أسمائه الحسنى، وهو الذي يجزي كل نفس بما كسبت وننصحك بقراءة ما كتبه العلامة الشيخ أحمد بن عبد الحليم بن تيمية في مبحث الاسم والمسمى، فإنه رحمه الله- وفي المقام حقه.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.