الإثنين 21 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 25-03-2020

دعوى أن الأيمان في القلب مع فساد الظاهر . . .

الجواب
قولنا: نوافقه في قوله: إن التقوى في القلب، والإيمان في القلب؛ لكننا نقول له: إن الذي قال: «التقوى هاهنا» وهو الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، هو الذي قال: «إنها إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله» ، ففساد الظاهر عنوان على فساد الباطن، ثم إن كان هذا الفساد مخرجاً عن الإسلام كان الباطن خارجاً عن الإسلام، وإن لم يكن مخرجاً ففي القلب مرض لكنه لا يبلغ حد الكفر.
فنحن نجيبه بما استدل به، نقول: أنت قلت: التقوى هاهنا ونحن نقول: الذي قال: «التقوى هاهنا» هو الذي قال: «إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب».
ففساد الظاهر دليل على أن الباطن فيه بلاء، أفهمتَ ؟ الفقرة الثانية ماذا يقول ؟
السائل: إنه لا يسلك الطريق المستقيم إلا بعد بلوغه الأربعين.
الشيخ: وأما هذا فنقول: هذا خطأ عظيم، نعم تمام الأربعين فيه كمال قوة العقل والبدن، وأما التكليف فإن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: «رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يبلغ، وعن المجنون حتى يفيق» فالحد هو البلوغ، فمتى ما بلغ الإنسان وكان عاقلاً أُلْزِم ما يُلْزِم به من له أربعون سنة ومن له خمسون سنة ومن له دون ذلك؛ لكن يستحسن في مثل هذا يُرْفَع إلى ولاة الأمور حتى يستتيبوه فإن تاب، وإلا عاملوه بما يقتضيه هذا الكلام، فهذا الكلام خطير جداً.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من لقاءات الباب المفتوح، لقاء رقم(135)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟