السبت 19 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

خلاف العلماء في كيفية مسح الرأس في الوضوء وبيان الصحيح من أقوالهم

الجواب
هذا الاختلاف نشأ عن الاجتهاد في معنى النص؛ هل معناه أنه يكفي مسح بعض الرأس، أو معناه أنه يعم الرأس كله ؟
قوله: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ﴾[المائدة: 6] اختلف العلماء في هذا، قال بعضهم: يكفي مسح البعض.
وقال آخرون: لا بد من جميعه.
والصواب أنه يرجع في تفسير ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- ؛ لأنه هو المفسر للقرآن بأعماله وأقواله، فلما رجعنا لسنته - صلى الله عليه وسلم- رأيناه يمسح الرأس كله مع الأذنين، فدل على أن المراد مسح الرأس كله؛ لأن فعل النبي - صلى الله عليه وسلم- يفسر المعنى، فالواجب على من يتوضأ أن يمسح الرأس كله مع الأذنين تأسيًا بعمل الرسول - صلى الله عليه وسلم- ، وعملًا بنص الآية: برؤوسكم، يعني المسح بها كلها مع الأذنين، وفعل النبي يفسر المراد، ولهذا قال -جل وعلا-: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾[المائدة: 6] فكما أن الوجه يعم، واليد تعم، والرِّجل تعم فهكذا الرأس يعم، وكان إذا مسح رأسه بدأ بالمقدمة ومر بهما إلى قفاه، ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه ومسح بأذنيه، هذا يدل على أن هذا المراد بقوله: ﴿وَامْسَحُوا﴾[المائدة: 6].
المصدر:
الشيخ ابن باز من فتاوى نور على الدرب(5/107- 108)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟