الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم من ينزلون خارج منى طلبا للراحة

الجواب
الذين ينزلون خارج منى مع إمكان النزول في منى إنهم آثمون ومتعدون لحدود الله، لأن الواجب على الحاج أن يكون في منى إلا إذا لم يجد مكاناً، فإن الله تعالى يقول في كتابه: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا﴾[البقرة: 286]، ويقول: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾[التغابن: 16] ورخص النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمه العباس- رضي الله عنه - أن يترك البيت في منى ليالي منى لأجل سقاية الحجاج، فمن لم يقدر فهو من باب أولى أن يُعذر.
أما إنهم يقدرون ولكن يقولون: نريد الراحة، فأنا أشير عليهم براحة أكثر من هذا، أن يبقوا في بيوتهم حتى لا يتكلفوا عناء السفر، والنفقات، ومفارقة الأهل.
والحج لابد فيه من المشقة، لأنه جهاد، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سألته عائشة- رضي الله عنه - هل علينا- أي النساء- جهاد ؟ قال: «نعم، جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة» . وقال تعالى: ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ الله وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ الله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لله﴾[البقرة: 195، 196] فذكره تعالى إتمام الحج والعمرة لله بعد الإنفاق في سبيل الله، يدلِ على أنِه نوع من الجهاد وهو كذلك.
المصدر:
مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين(23/254)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟