الأربعاء 23 شوّال 1445 هـ

تاريخ النشر : 24-03-2020

حكم من زوَّر كشفًا طبيًا لاجتياز مرحلة القبول في الجامعة

الجواب
هذا عمل محرم من وجهين:
الوجه الأول: أنه كذب فالمرأة المكشوف عنها ليست هي المرأة المطالبة.
الوجه الثاني: أنه خيانة للجامعة، ومِنْ ورائها الوزارة، ومن ورائها الدولة، ومن ورائها الأمة، فهي خيانة لكل هذه الجهات، ويترتب على ذلك أن هذه المنتسبة سوف تأخذ الشهادة وترتقي بها إلى عمل لا يُنال إلا بها ويترتب على ذلك الراتب، ويكون هذا الراتب مبنيًا على باطل والمبني على باطل باطل.
ولهذا نحذر هذه المرأة أن تقوم بهذا العمل، نقول: لا تقومي به ونحذر غيرها أيضاً من ممارسة هذه الطريق السيئة، ونقول اقرؤوا قول الله تعالى: ﴿وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمْ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ﴾[الزمر: 61].
واتقوا الله تعالى عن مثل هذه المعاملة التي تشتمل على ما ذكرنا من الإثم، ونقول: اذكروا قصة كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع الذين صَدَقُوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في تخلفهم عن غزوة تبوك، وأنهم لم يتخلفوا من عذر، فأنجاهم الله، بل أنزل في قصتهم قرآنًا، يتلى إلى يوم القيامة قرآنًا يتلى في الصلاة نفلها وفرضها، قرآنا يتعبد الإنسان به لله -عزّ وجلّ- إذا قرأ هذه القصة قرآنا لكل قارئ يقرؤه في كل حرف عشر حسنات، أي فضيلة تحصل مثل هذه الفضيلة؟ لهذا يجب على المؤمن أن يكون صادقاً في مقاله وفعاله امتثالاً لأمر الله تعالى في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾[التوبة: 119].
وكذلك امتثالاً لأمر النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: «إن الصدق يهدي إلى البِر، وإن البِر يهدي إلى الجَنة، وإن الرَّجل ليصدق حتى يكون صِدِّيقًا».
واجتناباً لما حذر منه النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: «إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرَّجل ليكذب حتى يُكتب عند الله كذابًا».
ومن المؤسف أن مَنْ قَدَّم عرضاً لجهات مسؤولة على هذا النحو المشتمل على الكذب والخيانة، من المؤسف أن يتساهل بعض المسؤولين في هذه الجهة معه ويوافق على ذلك ويمشي المعاملة وهو يعلم الواقع، وأنه على خلاف ما قدم، فيكون بذلك ظالماً لمن قدم هذه المعاملة، وظالماً لنفسه، وظالماً لمن فوقه من ولي الأمر.
فالواجب على المسؤولين ألا يحابوا أحداً في أمر يخالف النظام: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا﴾[النساء: 135].
وخلاصة أن نقول لهذه المرأة التي تريد الانتساب إلى الجامعة وهي بعيدة: إن تيسر لك أن تقومي بما يجب مما طلبته الجامعة منك، فهذا هو المطلوب، وإن لم يتيسر، فلا خير لك في الانتساب إليها على وجه الحيلة.
المصدر:
الشيخ ابن عثيمين من فتاوى نور على الدرب(12/632-634)

هل انتفعت بهذه الإجابة؟